للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (٦٩)

٦٩ - ﴿ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ﴾ من أزهارها وطلعها ﴿فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً﴾ في الطرق التي ألهمك تعالى صنع العسل ﴿يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ﴾ وهو العسل تختلف ألوانه باختلاف أنواع الزهور وأعمار النحل ﴿فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ﴾ يشفي الكثير من الأمراض، وتنكير ﴿شِفاءٌ﴾ بمعنى أن ليس كل الأمراض يشفيها ﴿إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً﴾ معجزة ﴿لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ يتفكرون في هذا الإعجاز وكيفية حدوثه، ما يغفل عنه الغافلون،

﴿وَاللهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾ (٧٠)

٧٠ - مزيد من بيان الإعجاز في خلق الإنسان: ﴿وَاللهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفّاكُمْ﴾ في أجلكم المحدد في علم الله القديم، فيأتيكم الأجل في سن الشباب أو الكهولة ﴿وَمِنْكُمْ﴾ من للتبعيض، أي ليس كل الناس يردّون إلى أرذل العمر ﴿مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ﴾ وهو الهرم عندما يستولي الضعف على الجسم والعقل والذاكرة ﴿لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً﴾ فيفقد التركيز وينسى كل معلوماته أو أكثرها ﴿إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ﴾ بأحوال خلقه ﴿قَدِيرٌ﴾ مهيمن عليها،

﴿وَاللهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلى ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَواءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللهِ يَجْحَدُونَ﴾ (٧١)

٧١ - هذه الآية مثل ضربه الله تعالى للذين جعلوا له شركاء يدعونهم من دونه:

﴿وَاللهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ﴾ الناس متفاوتون في أرزاقهم وغناهم تبعا لحركة الأسباب والمسببات ﴿فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلى ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ﴾ ما ملكت أيمانهم هم أسارى الحرب الدينية الدفاعية في سبيل الله، الذين آل مصيرهم إلى العبودية، وفي الوقت الحاضر هم الذين

<<  <  ج: ص:  >  >>