للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنهم يعلمون أن إبراهيم هو الذي بنى الكعبة رمزا للتوحيد ومركزا فكريا لوحدة المسلمين، ورغم أنها كانت تعج وقتئذ بأصنام المشركين ﴿وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ﴾ إيمان المؤمنين، لن يذهب سدى عند الله.

﴿قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمّا يَعْمَلُونَ﴾ (١٤٤)

١٤٤ - ﴿قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ﴾ الآية تدلّ على أنّ النبي كان يتوقّع هذا الأمر، لشعوره أن الوقت قد حان لكي تعود الكعبة مركزا لدعوة إبراهيم مع نهاية عصر الزعامة الروحية لبني إسرائيل ﴿وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ﴾ باتجاهه ﴿وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ﴾ لأنهم يعلمون أن بناة الكعبة هم إبراهيم وإسماعيل، وقد ذكر عبد الأحد داوود في كتابه «محمد في الكتاب المقدس» أنّ انتقال بيت المقدس إلى بلاد جنوبية مذكور في رؤيا إدريس Enoch's Apocalypse وأن بيت الله في الجنوب يكون أعظم وأكبر منزلة من سابقه، ويلاحظ أن المروة والصفا في مكة يحملان ذات الإسمين «موريا» و «زيون» للمرتفعين في القدس ولهما نفس المعنى ﴿وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمّا يَعْمَلُونَ﴾ من تجاهل ذلك، فيحاسبهم عليه.

﴿وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ بِكُلِّ آيَةٍ ما تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَما أَنْتَ بِتابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَما بَعْضُهُمْ بِتابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اِتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنَ الظّالِمِينَ﴾ (١٤٥)

١٤٥ - ﴿وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ بِكُلِّ آيَةٍ ما تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَما أَنْتَ بِتابِعٍ قِبْلَتَهُمْ﴾ الخطاب للنبي ، وبالتالي لأمة المسلمين في كل العصور، والمعنى

<<  <  ج: ص:  >  >>