للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿رِزْقاً﴾ أي من ثمرة أعمالهم، بحذف المضاف إليه وهو كثير في التنزيل، انظر إعراب القرآن للزجاج (الباب ٣٣) ﴿قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ﴾ أي هذا الذي كتب لنا رزقه منذ قمنا بعملنا الصالح في الحياة الدنيا، فهم يرون في الآخرة ثمار أعمالهم الدنيوية أي ثوابها ﴿وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً﴾ يكون الثواب مشابها لما قدّموا من عمل صالح ﴿وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيها خالِدُونَ﴾ كلمة أزواج في اللغة تنطبق على الزوجين الذكر والأنثى، فهي تعني الزوج أو الزوجة، فالرجل زوج المرأة كما المرأة زوج الرجل، كقوله تعالى مخاطبا آدم ﴿يا آدَمُ اُسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ﴾ [البقرة ٢/ ٣٥]، وقوله تعالى ﴿وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى﴾ [النجم ٥٣/ ٤٥]، والأزواج مطهّرة أي طاهرة النفس والسريرة.

﴿إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ماذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَما يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفاسِقِينَ﴾ (٢٦)

٢٦ - ﴿إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما﴾ أي لا يستبقي أن يضرب مثلا، كما هي الأمثال السابقة: مثل الذي استوقد نارا، ومثل الذي أصابه المطر، ومثل النار التي وقودها الناس والحجارة، ومثل الجنة التي وعد المتّقون، ومعنى يستحيي يستبقي، كقوله تعالى على لسان فرعون: ﴿وَنَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ﴾ [الأعراف ٧/ ١٢٧] أي نستبقي نساءهم، فالقرآن الكريم يضرب الأمثال بالعنكبوت والذبابة والبعوضة ﴿بَعُوضَةً فَما فَوْقَها﴾ أي بالشيء الأصغر والأكبر،

ويعتبر ورود هذا المثل بعد آيات الجنة والنار لإبراز الطبيعة الرمزية لهذا التصوير ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ﴾ ويفهمون المغزى منها ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ماذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً﴾ يتعامون عن الحقيقة ولا

<<  <  ج: ص:  >  >>