﴿ويتعس من دسّ نفسه في الفجور والرذائل وانغمس فيها: ﴿وَقَدْ خابَ مَنْ دَسّاها﴾ (١٠)
ومثال ذلك أنّ الطغيان والكبرياء أدّى بثمود - من ضمن أقوام بائدة أخرى - إلى التكذيب بهذه الحقيقة: ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها﴾ (١١)
فغلب على أفرادها الفجور وأخذتهم العزة بالإثم واتّبعوا أشقى أشقيائهم حتى صار لهم رائدا: ﴿إِذِ اِنْبَعَثَ أَشْقاها﴾ (١٢)
وبلغ بهم الشر مبلغا أن منعوا مخلوقات الله السائبة - الناقة - من مورد الماء بالرغم من تحذير رسولهم صالح: ﴿فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها﴾ (١٣)
فكذّبوه وقتلوها إمعانا في التحدّي حتى جاءهم العقاب الدنيوي عاجلا غير آجل فسوّى أرضهم عاليها بسافلها: ﴿فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوّاها﴾ (١٤)
ذلك أنهم استخفّوا بالرسالة وكفروا ولم يخف أحد منهم - وبالأخص أشقى أشقيائهم - عاقبة عمله: ﴿وَلا يَخافُ عُقْباها (١٥)﴾.