للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاّ وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ﴾ (٤)

٤ - ﴿وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ﴾ أي مجتمع ﴿إِلاّ وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ﴾ لأن الله تعالى لا يهلك المجتمعات قبل إنذارها، ثم يمهلها لعلها تتوب وتثوب إلى رشدها،

﴿ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ﴾ (٥)

٥ - ﴿ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ﴾ كما هي الحال في الدول والحضارات حيث تمر بمراحل الصعود ثم الانحطاط حتى إذا أمعنت في الضلال فقدت مبررات وجودها،

﴿وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ﴾ (٦)

٦ - ﴿وَقالُوا﴾ المشار إليهم بالآية ٣ ﴿يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ﴾ المغزى أنهم مقرّون في نفوسهم أن القرآن ذكر يذكّرهم بالميثاق الفطري، ولكنهم جاحدون مكابرون يتهمون النبي بالجنون: ﴿إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ﴾ وقد يكون معنى الاتهام أيضا: إنك لمجنون إذ تدّعي نزول الذكر عليك، وهذا الاتهام وإن كان موجها من المشركين إلى النبي في عصره إلا أنه يتكرر منهم في كل العصور إلى يومنا هذا،

﴿لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصّادِقِينَ﴾ (٧)

٧ - ﴿لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصّادِقِينَ﴾ وهو طلب فيه من السخرية كما فيه من الإحجام عن تحكيم العقل في فحوى الرسالة.

﴿ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاّ بِالْحَقِّ وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ﴾ (٨)

٨ - ﴿ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاّ بِالْحَقِّ﴾ لأن نزولها يسبق القيامة، انظر آية (الفرقان ٢٥/ ٢٥)، ﴿وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ﴾ فلا تفيدهم التوبة وقتئذ عند انكشاف حجب الغيب.

﴿إِنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظُونَ﴾ (٩)

٩ - ﴿إِنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ﴾ مفرّقا على مدى ٢٣ عاما من البعثة النبوية وما في ذلك من الإعجاز ما يفحم كل مكابر ﴿وَإِنّا لَهُ لَحافِظُونَ﴾ من التغيير والتبديل

<<  <  ج: ص:  >  >>