للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً﴾ (٦١)

٦١ - ﴿وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ﴾ أي احتكموا في أسلوب حياتكم إلى الكتاب والسنة ﴿رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً﴾ يصدّون عن الطريقة الإسلامية لأن المنافقين يكتفون من الإسلام بالاسم فقط دون العمل به، والأمر ليس مقتصرا على منافقي المدينة المنورة زمن البعثة النبوية، وإنما يشمل المنافقين في كل العصور، لأنّ من لا يملك القناعة التامة والإيمان الكامل بالوحي وبعالم الغيب، أي بوجود حقيقة تخرج عن نطاق الإدراك المادي فإنه يحاول تبرير مواقفه الدنيوية - الطاغوتية - بإلصاق قيمة أخلاقية أو مبرر أخلاقي أو «موضوعي» لكل ما يميل إليه الهوى.

﴿فَكَيْفَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جاؤُكَ يَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنْ أَرَدْنا إِلاّ إِحْساناً وَتَوْفِيقاً﴾ (٦٢)

٦٢ - ﴿فَكَيْفَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ﴾ كيف يكون حالهم إذا نزلت فيهم المصائب؟ وهي النتيجة الطبيعية لمن يفضّل حكم الطاغوت على حكم القرآن والسنّة، فيكون نزول المصائب بهم بنتيجة كسب أيديهم بحسب سنته تعالى في الأسباب والمسببات ﴿ثُمَّ جاؤُكَ يَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنْ أَرَدْنا إِلاّ إِحْساناً وَتَوْفِيقاً﴾ يدّعون أن هدفهم التوفيق بين القرآن وبين نظرتهم الدنيوية المادية للحياة.

ونظيره قوله تعالى: ﴿وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾ [البقرة: ٢/ ١١].

﴿أُولئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللهُ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً﴾ (٦٣)

٦٣ - ﴿أُولئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللهُ ما فِي قُلُوبِهِمْ﴾ الله وحده مطّلع على ما في قلوبهم من الكيد للإسلام أو الإعراض عنه ﴿فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ﴾ إن كانوا مصرّين

<<  <  ج: ص:  >  >>