للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ﴿أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ﴾ الإبعاد من رحمة الله بسبب أعمالهم ﴿وَلَهُمْ سُوءُ الدّارِ﴾ جهنم في الآخرة.

﴿اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلاّ مَتاعٌ﴾ (٢٦)

٢٦ - بعد أن ذكرت الآية السابقة أن المفسدين في الأرض مآلهم اللعنة وسوء الدار، تبين هذه الآية أنه تعالى - مع ذلك - يبسط الرزق لمن يشاء في الحياة الدنيا مؤمنا كان أو كافرا فالدنيا دار امتحان: ﴿اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ﴾ من أولي الألباب، ومن هو أعمى، يرزقهما على السواء بحسب سننه تعالى في ارتباط المسبّبات بالأسباب ﴿وَيَقْدِرُ﴾ يضيق أو يعطي بقدر الكفاية ﴿وَفَرِحُوا﴾ المفسدون الغافلون عمي القلوب ﴿بِالْحَياةِ الدُّنْيا﴾ بما بسطه تعالى لهم من الرزق فاستسلموا لها واستغرقوا فيها ﴿وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ﴾ في جنب الآخرة وبالمقارنة معها ﴿إِلاّ مَتاعٌ﴾ متعة قليلة حقيرة، والمعنى أنهم فرحوا بحظ الدنيا معرضين عن نعيم الآخرة.

﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنابَ﴾ (٢٧)

٢٧ - ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ ناقضوا العهد ﴿لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ﴾ يريدون آية مادية حسية كمعجزات موسى وعيسى، لأنّهم بعنادهم عطّلوا عقولهم عن التفكير بمعجزة القرآن، قال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [العنكبوت ٥١/ ٢٩]، وتكرار السؤال عن طلب معجزة مادية - انظر الآية ٧ - بعد الكلام عن الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه، يفيد أنه استحال على ناقضي العهد إدراك المصدر الإلهي للقرآن الكريم كونهم أفسدوا فطرتهم الطبيعية بعد أن فرحوا بالحياة الدنيا واستغرقوا في تفاصيلها واستسلموا لها ﴿قُلْ إِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ﴾ يضل من يشاء الضلال فلا يجبره على الهدى لعلمه أنه لا ينفع فيه اللطف

<<  <  ج: ص:  >  >>