﴿عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ﴾ غير أن المسؤولية فردية، فتقوى الآباء لا تعفي الأبناء من المسؤولية في حال ضلّوا عن الطريق السوي: ﴿كُلُّ اِمْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ﴾ (٢١)
وإقبال بعضهم على بعض في الآخرة يتساءلون عما كانت عليه أحوالهم في الدنيا دليل على أن الآخرة استمرار للدنيا ونتيجة طبيعية لها: ﴿وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ * قالُوا إِنّا كُنّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنا وَوَقانا عَذابَ السَّمُومِ * إِنّا كُنّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ﴾ (٢٥ - ٢٨)
وأن ليس على الرسول - وبالتالي المؤمنين - سوى التذكير لا الإكراه:
لأن المكابرين في حالة ريب وتخبط في أقوالهم وأفكارهم بسبب قصور فكرهم على الحياة الدنيا، وهم يتربصون أن يتضح زيف الرسالة بزعمهم، في حين الرسول والمؤمنون يتربصون تحقق صدقها على وجه اليقين: ﴿أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ * قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ﴾ (٣٠ - ٣١)
وأن الطغيان أول ما يطغى على عقل صاحبه: ﴿أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ﴾ (٣٢) والأحلام هي العقول.
فيؤدي به إلى التكبر والشعور بالاكتفاء الذاتي وإلى الزعم أن القرآن ليس سوى قول البشر: ﴿أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ (٣٣)﴾