﴿وفي ليلة القدر اكتملت الرسالات، وبلغ الوحي ذروته بنزول القرآن الكريم، فظهر الفرق بين الحق والباطل واضحا ولذا سمّي القرآن فرقانا: ﴿فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ (٤)،
أمرا من عند الله بتتابع الرسالات وختمها بالقرآن: ﴿أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنّا كُنّا مُرْسِلِينَ﴾ (٥)
وفي نزول القرآن المهيمن على ما قبله من الكتب رحمة منه تعالى، العالم بمصالح عباده والسميع لدعائهم، لا يتركهم في حيرة بين الحق والباطل:
﴿رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (٦)، وشبيه به قوله تعالى في سورة الأنبياء: ﴿وَما أَرْسَلْناكَ إِلاّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ﴾ [الأنبياء ١٠٧/ ٢١]،
وذلك هو الأمر الذي يقطع الشك باليقين: ﴿رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ * لا إِلهَ إِلاّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ﴾ (٧ - ٨)
لكنهم على النقيض من اليقين يترددون بين الإيمان والكفر، بل هم في شك من الوحي يصل بهم إلى مستوى اللعب والعبث: ﴿بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ﴾ (٩)
فهل ينتظر العابثون مجيء الساعة والعذاب حتى يوقنوا: ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ﴾ (١٠ - ١١)