للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿قالُوا يا مُوسى إِنَّ فِيها قَوْماً جَبّارِينَ وَإِنّا لَنْ نَدْخُلَها حَتّى يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنّا داخِلُونَ﴾ (٢٢)

٢٢ - ﴿قالُوا يا مُوسى إِنَّ فِيها قَوْماً جَبّارِينَ﴾ ذوي قوة شديدة وبطش، وهو ما بلغهم عن طريق النقباء المذكورين في الآية (١٢) الذين تجسسوا لهم عن أحوال الأرض المقدسة وعادوا لهم بهذه المعلومات ﴿وَإِنّا لَنْ نَدْخُلَها حَتّى يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنّا داخِلُونَ﴾ جبنوا عن دخول الأرض المقدسة حين تبيّن لهم أمر الجبّارين وشدة بطشهم، كأنهم أرادوا أن تكون مهمتهم بقوة الخوارق والمعجزات التي اعتادوا عليها، دون عمل ولا تضحيات من جانبهم، ويبدو أنهم اعتادوا العبودية والجبن والضعف طيلة إقامتهم في مصر حتى أن بعضهم أراد العودة إلى العبودية في مصر خوفا من تحمل المسؤولية والتضحية، وقد أشار تعالى لذلك بقوله على لسان موسى: ﴿اِهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ﴾ أي اهبطوا مصر إن شئتم، انظر شرح آية [البقرة: ٢/ ٦١]، ومن جهة ثانية فأي فائدة تكون في إخراج الجبارين من سكان فلسطين - الكنعانيين -، فالمقصود من الرسالة هداية الناس، كما فعل المسلمون في البلاد المفتوحة، وليس إخراجهم من بلادهم، وقد يكون المقصود بالجبارين ملوك كنعان فتكون مهمة بني إسرائيل تحرير السكان من الملوك الطغاة وهدايتهم إلى الدين الجديد.

﴿قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا اُدْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبابَ فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (٢٣)

٢٣ - ﴿قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ﴾ أي يخافون الله، وقيل هما اثنان من النقباء الاثني عشر ﴿أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا﴾ بالهداية والتوفيق ﴿اُدْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبابَ﴾ أي بمواجهة أمامية دون غدر ﴿فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ﴾ لأن الله وعدكم النصر، الآية (٢١)﴾، ﴿وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ أي إن كنتم مؤمنين يقينا بنبوة موسى وبوعد الله لكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>