وفي سورة المائدة أن القرآن الكريم يصدّق فقط ما تبقى من الوحي الصحيح في كتب اليهود والنصارى ويهيمن عليها فيغربل الصحيح منها من الزائف:
﴿وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ﴾ [المائدة: ٥/ ٤٨]، وفي هذه السورة أن لا شيء أكبر من شهادة القرآن: ﴿قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ﴾ [الأنعام: ٦/ ١٩]، وأن رسالته عالمية للناس كافة: ﴿وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ﴾ [الأنعام: ٦/ ٩٢]، مما يوجب اتباعه لكثرة خيراته: ﴿وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاِتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأنعام: ٦/ ١٥٥].
وفي سورة المائدة أن اليهود يحرفون التوراة: ﴿وَمِنَ الَّذِينَ هادُوا سَمّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ﴾ [المائدة: ٥/ ٤١]، وفي سورة الأنعام أنهم جعلوا التوراة مجرد أوراق يتلاعبون بها:
وقد فصّلت سورة المائدة في الآيات [٥/ ١٢ - ٨٦] والآيات [٥/ ١١٠ - ١٢٠] بعض أحوال أهل الكتاب من اليهود والنصارى، ثم تشير هذه السورة إليهم بقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ﴾ [الأنعام: ٦/ ١٥٩].
[محور سورة الأنعام]
إن الله تعالى كتب على نفسه الرحمة في الخلق، ولكن فريقا خسروا أنفسهم بالتهالك على الحياة الدنيا، فهم لذلك لا يؤمنون: ﴿قُلْ لِمَنْ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلّهِ كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ﴾