للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تركيبها، بل أيضا ما فيها من العقول والفكر والشعور والغرائز ﴿ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ﴾ كما بدأتعالى أوّل خلق يعيده، انظر [الأنبياء ١٠٤/ ٢١]، ﴿إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ فهو خالق الأكوان لا يعجزه شيء.

﴿يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ﴾ (٢١)

٢١ - ﴿يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ﴾ بعد النشأة الآخرة يعذّب من يشاء تعذيبه من المنكرين لها ﴿وَيَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ﴾ رحمته وهم المقرّون بها ﴿وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ﴾ تردّون للحساب.

﴿وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ﴾ (٢٢)

٢٢ - ﴿وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ﴾ أن يجري الله تعالى حكمه وقضاءه عليكم ﴿وَلا فِي السَّماءِ﴾ لا تستطيعون النفاذ من أقطار السماوات والأرض، ومن قضاء الله فيكم ﴿وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ﴾ فالله وحده متولّي أموركم ﴿وَلا نَصِيرٍ﴾ الله وحده يستطيع نصركم.

﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ وَلِقائِهِ أُولئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ﴾ (٢٣)

٢٣ - ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ﴾ الآفاقية والتكوينية الدالّة على وجوده ووحدانيته، كماآيات الوحي التي نزلت على الرسل ﴿وَلِقائِهِ﴾ وأنكروا البعث والنشور ﴿أُولئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي﴾ يئسوا من ألطافه تعالى ﴿وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ﴾ نتيجة إصرارهم على الكفر.

والخلاصة أنّ استعداد الإنسان للإيمان بالخالق هو بذاته نتيجة للألطاف والرحمة الإلهية، وعلى النقيض من ذلك يكون عذاب الآخرة نتيجة طبيعية للمصرّين على الكفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>