للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٢٧ - ﴿وَكَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ﴾ تجاوز الحدود في دنياه ﴿وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ﴾ بل أنكر رسالات الرسل، ولم يتفكر في الآيات الآفاقية ﴿وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقى﴾ من عذاب الدنيا، ومن الانهماك بها والجري وراء مادتها.

﴿أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى﴾ (١٢٨)

١٢٨ - ﴿أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ﴾ أي الكفار الذين يحجبون الحقيقة عن ناظرهم رغم الآيات والوحي ﴿كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ﴾ فيعتبرون ويهتدون بما حلّ بالأمم والمجتمعات قبلهم ﴿يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ﴾ في قراهم ومدنهم وآثارهم التي صارت خاوية ﴿إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى﴾ دلائل وعبر لذوي العقول الراجحة.

﴿وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى﴾ (١٢٩)

١٢٩ - ﴿وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ﴾ بالإمهال ليوم الحساب، وإعطاء فرص التوبة ﴿لَكانَ لِزاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى﴾ أي لكان العقاب فوريا، ولكن رحمته تعالى وسعت كل شيء، انظر [الأعراف ١٥٦/ ٧]، ولولاها لهلك كل كافر وعاص على الفور.

﴿فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرْضى﴾ (١٣٠)

١٣٠ - الخطاب من هذه الآية حتى آخر السورة إرشاد للمؤمنين لما يجب أن يكونوا عليه تجاه إصرار الكفار على الكفر:

﴿فَاصْبِرْ﴾ أيها المؤمن ﴿عَلى ما يَقُولُونَ﴾ ما على المسلم سوى الصبر تجاههم، وليس عليه إكراههم، انظر [الغاشية ٢١/ ٨٨ - ٢٦]، ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرافَ النَّهارِ﴾

<<  <  ج: ص:  >  >>