للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٠ - ﴿فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ من الرزق الروحاني تطمئن به قلوبهم، وقد يرفده أيضا الرزق الدنيوي المادي.

﴿وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ﴾ (٥١)

٥١ - ﴿وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا﴾ يبذلون الجهد في معارضتها ومحاولة إبطالها ﴿مُعاجِزِينَ﴾ مشاقّين المؤمنين ﴿أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ﴾ بما اختاروا لأنفسهم.

﴿وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاّ إِذا تَمَنّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ (٥٢)

٥٢ - استمرار الخطاب ممّا تقدّم لأنهم زعموا أنّ الرسل قبل النبي ، جاءت بمطامع شخصية دنيوية، وليس برسالات إلهية خالصة، فها هنا تبين الآيات (٥٢ - ٦٠) أن ما قد يلقي الشيطان عند بعض الرسل، من أمنيات ومطامع الدنيا فإن الله تعالى ينسخها على الفور:

﴿وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ﴾ أيها الرسول ﴿مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاّ إِذا تَمَنّى﴾ من أماني الدنيا ﴿أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾ من هذه الأماني ﴿فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ﴾ الله تعالى يبطلها ﴿ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ﴾ لأن الآيات السماوية واضحة معجزة بيّنة مسفرة عن نفسها، تنفي كل ما زعموه من المطامع الخفية للرسل والأنبياء، و ﴿ثُمَّ﴾ ها هنا تفيد العطف ولا تفيد الترتيب الزمني ﴿وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ والواضح أنّ الآية ليس لها أية علاقة، مهما تكن، بنظرية نسخ الآيات القرآنية التي يزعمها ويعتقد بها البعض، كما أن الآية ناقضة بوضوح لقصة الغرانيق المزعومة في بعض كتب التفسير، والتي لا شك أنها من وضع الزنادقة ثم لاقت قبولا عند بعض المفسرين، فالآية تتحدّث عن الرسل والأنبياء قبل الرسول .

<<  <  ج: ص:  >  >>