للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٤/ ٦٧]، وهو معتمد بشكل كلّي وقاطع على الهداية الإلهية التي تنزّلت على البشر من خلال الوحي، ومع ذلك فإنّهم يرجمون بالغيب: ﴿وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ﴾ [٥/ ٦٧]، ويفضّل الكفار الرجم بالغيب على السمع والعقل السليم: ﴿وَقالُوا لَوْ كُنّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ﴾ [١٠/ ٦٧]، ولقصر فكرهم على دنيا المادة لا يرون أبعد من أنوفهم: ﴿أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [٢٢/ ٦٧].

[النظم في السورة]

﴿تَبارَكَ﴾ تفاعل من البركة، وقيل تقدّس، وقيل دام، فهو الدائم لا أول لوجوده ولا آخر لدوامه: ﴿تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (١) ومن دلائل قدرته أنه خلق الموت والحياة، وخلق الكون خلقا محكما يحيّر العقول:

وقد خلق الموت كما خلق الحياة، بمعنى أنّ الموت له حقيقة إيجابية بذاته، فالموت ليس معناه العدم إذ يشمل حالة البرزخ قبل الآخرة كما يشمل حالة الكمون قبل الحياة الدنيا: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ (٢)، ومنه قوله تعالى: ﴿رَبَّنا أَمَتَّنَا اِثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اِثْنَتَيْنِ﴾ [غافر ١١/ ٤٠]، وقوله تعالى: ﴿هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً﴾ [الإنسان ١/ ٧٦]،

وخلق الكون محكما متجانسا بلا تفاوت: ﴿الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ (٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>