٢٠٠ - ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاِتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ ذكر الرازي أن هذه الآية مشتملة على جميع الآداب، منها ما يتعلق بالإنسان وحده ممّا يحتاج إلى الصبر، ومنها ما يكون مشتركا بينه وبين غيره ممّا يحتاج إلى المصابرة، فمن الأمور المتعلقة بالإنسان وحده، الصبر على شدائد الدنيا ومصائبها، والصبر على أداء الطاعات، والصبر في العلم وتحصيله.
ومن الأمور المشتركة مع الآخرين، تحمل المكاره منهم، أي تحمل ما يصدر عن الناس من سوء المعاملة، والعفو وترك الانتقام، ومن ثمّ يحتاج الإنسان للتغلب على الغضب وعلى الشهوة وعلى الحرص، فما لم يكن مشتغلا بمجاهدة هذه الخصال الذميمة لا يستطيع الصبر والمصابرة وهو معنى قوله ﴿وَرابِطُوا﴾ والغرض من كل ذلك هو التقوى لنيل الفلاح.
وقيل أيضا إن المصابرة والمرابطة هي منافسة الأعداء في الصبر، والاستعداد والتعلم والدفاع عن دار الإسلام، وأن لا يكون العدوّ أصبر من المسلمين.