﴿تبدأ السورة وتنتهي بأن كل ما في السماوات والأرض يسبّح لله تعالى، والتسبيح ليس بمجرد القول، ومعناه تنزيه الله تعالى وتبعيده عن كل نقص وسوء: ﴿سَبَّحَ لِلّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (١)
وتصف اليهود بأنهم مصممون على الكفر ممّا كان سببا لإخراجهم من الديار، في إشارة لوصفه تعالى في الآية السابقة بأنه العزيز الحكيم: ﴿هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ﴾ في حين ظنّ المؤمنون أن لا سبيل لإخراجهم: ﴿ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا﴾ كما كان ظنّ اليهود بمنعتهم المادية: ﴿وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ فَأَتاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا﴾ بأن ثبّط عنهم حلفاءهم المنافقين ﴿وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ﴾ وبسبب خيانتهم الإسلام ونقضهم العهد كانوا كمن يخرب بيته بيده:
﴿يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ﴾ ممّا هو عبرة لذوي الفكر والبصيرة: ﴿فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ (٢)﴾