١٠٤ - ﴿وَقُلْنا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرائِيلَ اُسْكُنُوا الْأَرْضَ﴾ يعني اسكنوا أرض فلسطين مؤقتا، وليست ميراثا أبديا لهم، فلم يستقم الحكم لهم فيها سوى حوالي أربعة قرون، من القرن العاشر قبل الميلاد حتى القرن السادس قبل الميلاد ﴿فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ﴾ المشار إليها بالآية (٧)، ﴿جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً﴾ بأعداد كبيرة، لتلاقوا مصيركم المخزي فيها،
١٠٥ - استكملت الآيات (١٠١ - ١٠٤) بإيجاز ما سيكون عليه بني إسرائيل عندما يجيء وعد الآخرة، وهنا يعود الخطاب لإكمال تركيز السورة على فضائل القرآن الكريم وختمه للرسالات السابقة:
﴿وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ﴾ ما يفيد الحصر، أي نزل القرآن بالحق لا غير ﴿وَبِالْحَقِّ نَزَلَ﴾ مشتملا عليه كاملا بلا نقصان ﴿وَما أَرْسَلْناكَ﴾ أيها النبي ﴿إِلاّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً﴾ بلا إكراه،
١٠٦ - ﴿وَقُرْآناً فَرَقْناهُ﴾ تتمة الخطاب بمعنى فرقناه قرآنا، أي فصّلناه ﴿لِتَقْرَأَهُ عَلَى النّاسِ﴾ أيها النبي ﴿عَلى مُكْثٍ﴾ بتمهّل وتأنّ ﴿وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً﴾ مفرّقا على مدى ثلاثة وعشرين عاما من البعثة النبوية، ومع ذلك فهو في منتهى الإحكام والإعجاز في ترتيب توقيفي مغاير لترتيب النزول الزمني، وهذا الواقع يوجب قراءة القرآن متكاملا، وحدة شاملة غير مجتزأة، بعضه على ضوء بعض، انظر آية [طه ١١٤/ ٢٠]،