﴿قالَ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٣٩) * إِلاّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (٤٠) * قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (٤١) * إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلاّ مَنِ اِتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ﴾ (٤٢)
٣٩ - ٤٢ - المعنى أن وقوع إبليس في الغواية كان باختياره، كما أنه لا يملك للناس سوى وساوس الشر لقوله ﴿وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي﴾ [إبراهيم ٢٢/ ١٤]، وهو سبب وقوع المجرمين في الغواية، الآيات (٢ - ١٥)،
﴿وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ (٤٣)
٤٣ - ﴿وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ وهي النتيجة الطبيعية لمن يقع في الغواية بمحض اختياره،
﴿لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ﴾ (٤٤)
٤٤ - ﴿لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ﴾ فيكون عذاب المجرمين في جهنم بحسب مستوى جرائمهم.
﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَعُيُونٍ (٤٥) * اُدْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ (٤٦)﴾
٤٥ - ٤٦ - هم المشار إليهم بالآية: ﴿إِلاّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾ (٤٠)، لم يستجيبوا لوساوس الشيطان ولم يقعوا في الغواية،
﴿وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ﴾ (٤٧)
٤٧ - ﴿وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ﴾ لأنّ الغلّ وهو الحقد الكامن في القلب يتغلغل في صدر صاحبه فيعكّر عليه صفوه ومعيشته ﴿إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ﴾ لا يعكّر صفوهم النفسي شيء،
﴿لا يَمَسُّهُمْ فِيها نَصَبٌ وَما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ﴾ (٤٨)
٤٨ - ﴿لا يَمَسُّهُمْ فِيها نَصَبٌ﴾ تعب جسمي ﴿وَما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ﴾ بعد أن نفت الآية السابقة عن المتقين ما يعكّر عليهم صفوهم النفسي من الغلّ تنفي هذه الآية عنهم المضار المادية،