بكما، فقد مالت قلوبكما عن حق الرسول ﵇: ﴿فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما﴾ أي مالت عن الصواب، وإن تعاونا عليه: ﴿وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ﴾ فليس ذلك بضائره شيئا لأن الله تعالى ناصره، وكذا جبريل وكل من صلح من المؤمنين، والملائكة أيضا تنصره: ﴿فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ﴾ (٤)
وتأمر السورة المؤمنين أن يبادروا - قبل فوات الأوان - لنشر الدعوة بين أهليهم، بالمعنى الضيق والأعمّ لكلمة الأهل: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ﴾ (٦)
وأن اعتذار الكفار بالجهالة لن يفيدهم يوم الحساب: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ﴾ لأن الجزاء نتيجة طبيعية وعاقبة ملازمة لجنس العمل: ﴿إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (٧)
وتحث المؤمنين على التوبة لأن كل ابن آدم خطّاء حتى المؤمنين منهم: