لهم - وإن كان رمزيّا - وليعلم إن كانوا سيعاملون الناقة المكتفية المسالمة بالرأفة أم بالقسوة، كرمز لتغيّر ما بأنفسهم ﴿وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ﴾ فضلا عن العقر والقتل ﴿فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ قَرِيبٌ﴾ عاجل في الحياة الدنيا.
٦٥ - ﴿فَعَقَرُوها﴾ قتلوها بطريقة وحشية بضرب قوائمها - وهو معنى العقر - غير مبالين بالوعيد ﴿فَقالَ﴾ لهم صالح ﴿تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ﴾ عيشوا في بلادكم ﴿ثَلاثَةَ أَيّامٍ﴾ أخر ﴿ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ﴾ يأتيكم العذاب بعده لا محالة.
٦٧ - ﴿وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ﴾ وفي آية [الأعراف ٧٨/ ٧] أنّها الرجفة، ويحتمل أنها صوت انفجار البراكين التي رافقت الزلازل، وفي جميع الأحوال فهي صيحة العذاب أو العقاب ﴿فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ﴾ هامدين موتى بلا حراك.
٦٨ - ﴿كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها﴾ كأنهم في سرعة زوالهم وعدم بقاء أحد منهم في ديارهم، لم يقيموا فيها البتة ﴿أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ﴾ بتكذيب الآيات ﴿أَلا بُعْداً لِثَمُودَ﴾ بما استوجبوه لأنفسهم من سوء العاقبة.