للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

dynasty التي كان منها رمسيس الثاني - الكبير - فرعون الاضطهاد، ومنبتاح فرعون الخروج الذي أخرج بني إسرائيل من مصر عام ١٢١٣ ق. م. وتلا ذلك تفكك الامبراطورية الجديدة وسقوطها ثم استيلاء الليبيين على حكم مصر، وبعدهم النوبيون، ثم الفرس، ثم الإسكندر الكبير والبطالسة، ثم الرومان، ثم الإسلام، وقد يكون ذلك معنى قوله تعالى: ﴿كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ﴾ [الدخان ٢٨/ ٤٤].

ونلاحظ أيضا إشارة السورة إلى لقب "العزيز" في مصر، الذي يبدو أنه الوزير المفوض عند ملك الهكسوس، قال مالك بن نبي في كتابه "الظاهرة القرآنية": لقد تكيفت الثروة اللفظية التي جاء بها القرآن الكريم في جميع تفاصيلها تكيفا رائعا، كما حدث لذلك الاسم الخاص - المذكور في رواية سفر التكوين - بوتيفار أو قطفير Potiphare والذي أطلق عليه القرآن لقب "العزيز"، ولنا أن نتساءل إن كان هنالك صلة في المعنى بين الاسم الإسرائيلي واللقب القرآني، فالتفسير العبري يبدو أنه يقصد بكلمة بوتيفار اشتقاقا مصريا من الأصل " favori-Puti عزيز" والأصل: " Phare مستشار أو ناصح"، ونقلا عن بحث القسيس فيجورو Vigoureux (الكتاب المقدس والوثائق العلمية) في الموضوع نعرف أن هذه الكلمة مصرية مركبة معناها "عزيز الإله"، ولكن التكييف الاشتقاقي القرآني قد حذف اللفظ الإضافي ليتمثله في صورة أكثر تطابقا مع روح التوحيد الإسلامية فإذا به يكتفي بلفظ "العزيز"، ولذا قال يوسف لصاحبيه في السجن: ﴿يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْواحِدُ الْقَهّارُ﴾ [يوسف ٣٩/ ١٢].

وبحسب العهد القديم (سفر التكوين) فإن يوسف كان ابن سبعة عشر عاما أو نحوها عندما وصل مصر، فأقام في بيت العزيز عامين أو ثلاثة، ثم سجن ثماني أو تسع سنوات، ثم تولى منصب العزيز في مصر [يوسف ٧٨/ ١٢] وهو في الثلاثين من عمره، وعمّر حتى بلغ المئة وعشرة أعوام، وإذا صح

<<  <  ج: ص:  >  >>