للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١٢)، وتنهى عن تداول الإشاعات والبهتان: ﴿إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ * وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ﴾ (١٥ - ١٦)، وتبيّن قواعد احترام خصوصية الناس في المنازل (٢٧ - ٢٩)، وتأمر بغض البصر، وحفظ الفرج، وتقيّد إبداء الزينة للنساء (٣٠ - ٣١).

وتأمر بتسهيل زواج العزاب الأحرار والعبيد (٣٢ - ٣٣). ثم تضرب السورة مثلا: ﴿اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ﴾ أي ذو نور، لأنه تعالى مظهر السماوات والأرض بإيجادهما وإيجاد أهلهما وهاديهم بالتنوير بالعلم، وما في السماوات والأرض دالّ على وجوده وظهوره ﴿مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ﴾ المشكاة كوّة غير نافذة في جدار، والكاف كاف التشبيه، لأن الإخبار عنه تعالى بالنور مجاز لا حقيقة، فالله تعالى ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ (١١)، والآية مثل لنوره تعالى في قلب المؤمن، أو الهداية في عقل وشعوره من ينشدها. فالمصباح الذي في المشكاة هو الوحي الذي أنزله الله على الأنبياء ينعكس في قلب المؤمن - المشكاة - بعد أن يكون المؤمن قد تمعّن في الوحي وأعمل فيه عقله - الزجاجة - ﴿الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ﴾ لأنه بالعقل فقط يدخل الإيمان ويشعّ في قلب المؤمن ﴿يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ﴾ إشارة لتتابع الوحي في منطقة شرق المتوسط المشتهرة بهذه الشجرة، وما تبع الوحي من توسيع مدارك الإنسان في تفهمه للحق ﴿لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ﴾ لأن الوحي من الله تعالى الذي لا يحدّه شرق ولا غرب، كما أنّ رسالة القرآن عالمية للناس شرقا وغربا ﴿يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ﴾ رسالة القرآن مضيئة واضحة بيّنة يستسيغها العقل كما في قوله تعالى: ﴿الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ * إِنّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ (١ - ٢)، وقوله تعالى: ﴿الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ﴾ (١٥ - ١)، ﴿وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ﴾ فالإنسان قد لا يدرك أن القرآن مضيء إذ مسّته نار الوحي فهو ﴿نُورٌ عَلى نُورٍ﴾ يهتدي إليه من يشاء الهداية

<<  <  ج: ص:  >  >>