وحده يتولّى السرائر: ﴿قالَ وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ * إِنْ حِسابُهُمْ إِلاّ عَلى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ﴾ (١١٢ - ١١٣)، وفي قصة هود تأكيد بصورة غير مباشرة على تحريم الجرائم والفظائع التي لامبرر لها في العداوات والحروب، وتشير ضمنيّا إلى أن خوض الحروب أصلا يجب أن يكون مبنيا على اعتبارات أخلاقية: ﴿وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبّارِينَ﴾ (١٣٠)، وأن منكري الآخرة يتوهّمون أنّ أمور الكون تسير عشوائيا: ﴿إِنْ هذا إِلاّ خُلُقُ الْأَوَّلِينَ * وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ﴾ (١٣٧ - ١٣٨)، وفي قصة صالح مع ثمود تحذير المجرمين والمفسدين من الركون إلى الشعور الزائف بالأمان: ﴿أَتُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ﴾ (١٤٦)، وفي قصة لوط أن الإصرار على الشذوذ يؤول بأصحابه لأوخم العواقب: ﴿ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ * وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ﴾ (١٧٢ - ١٧٣)، وفي قصة شعيب ما يدل أن المجتمعات قد تدوم مع الكفر ولا تدوم مع الظلم والفساد: ﴿أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ * وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ * وَلا تَبْخَسُوا النّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ (١٨١ - ١٨٣).
وتختم السورة بأن العرب كانوا الأجدر بنزول القرآن الكريم عليهم كونهم أمة أمّية لم يخالطها عصبية مسبقة لرسالات سماوية سابقة انحرفت عن مسارها:
﴿وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ * فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ ما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ﴾ (١٩٨ - ١٩٩) لأن إصرار الأعجمين على التمسك بدياناتهم المنحرفة وعلى تقليد أسلافهم سلكهم في أصناف المجرمين: ﴿كَذلِكَ سَلَكْناهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ﴾ (٢٠٠)، وأن فساد الأمم البائدة أورثها الهلاك: ﴿وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاّ لَها مُنْذِرُونَ * ذِكْرى وَما كُنّا ظالِمِينَ﴾ (٢٠٨ - ٢٠٩)، والمصير نفسه ينتظر الظالمين في كل عصر لا محالة: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾ (٢٢٧).