- ذكره القرطبي والألوسي -، وقال الرازي: المعنى سنعلمك أيها النبيّ هذا القرآن حتى تحفظه وليعلم أن عدم النسيان من فضله تعالى وإحسانه - انتهى -، وأما قوله: ﴿إِلاّ ما شاءَ اللهُ﴾ فلا يفيد سوى تعلق الأمر بالمشيئة العليا، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وقد ذكر الألوسي أن الاستثناء على هذا النحو لتأكيد عموم النفي في قوله ﴿فَلا تَنْسى﴾ لا لنقض عمومه، وليس في الآية ما يفيد النسخ كما يعتقد البعض.
وأما قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَما يَخْفى﴾ (٧)، فيحتمل المعنى أيضا أن الإنسان يخفي أمورا عن الآخرين كما يخفي عن نفسه الكثير، فالله تعالى أعلم بالنفس من صاحبها.