للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتحذّر سورة البقرة المسلمين بأنّ اليهود والنصارى لا يقبلون منهم بأقل من اتّباع ملّتهم، آية [البقرة: ٢/ ١٢٠]، ثم توضح سورة آل عمران أنّ أهل الكتاب لا يكتفون بالكفر، بل يحاولون أيضا صدّ المؤمنين عن سبيل الله، ومن ثمّ فإنّ طاعة أهل الكتاب من اليهود والنصارى تؤدي إلى وقوع الفتنة بين المسلمين فيصبحون بذلك كافرين، آيات [آل عمران: ٣/ ٩٨ - ١٠١]، لذا تحرّم سورة آل عمران على المؤمنين أن يتخذوا الكافرين أولياء، آيات [آل عمران: ٣/ ٢٨ - ٣٢]، كما تنهاهم عن اتخاذ الكافرين بطانة، وتكشف لهم ما في صدور أهل الكتاب من البغضاء والكيد، آيات [آل عمران: ٣/ ١١٨ - ١٢٠].

وتحدد سورة البقرة ثواب الإنفاق في سبيل الله، وتحدد أحكامه ووجوهه، آيات [البقرة: ٢/ ٢٦١ - ٢٧٤]، ثم تحض سورة آل عمران على الإنفاق: ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران: ٣/ ١٣٤]، وتبين أنّ غاية ما يمكن أن يتوصّل إليه المؤمن، بعد أن يقوم بجميع أركان الإسلام، هو الإنفاق ممّا يحب، فلا يكون بارّا صادق الإيمان حتّى يتوصّل إلى هذه الخصلة: ﴿لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتّى تُنْفِقُوا مِمّا تُحِبُّونَ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ [آل عمران: ٣/ ٩٢].

وفي حين تحرّم سورة البقرة الربا، آيات [البقرة ٢/ ٢٧٥ - ٢٨١]، تنهى آل عمران عن أكل الربا أضعافا مضاعفة: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً وَاِتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: ٣/ ١٣٠].

كما تنص سورة البقرة أن لا إكراه في الدين، آية [البقرة: ٢/ ٢٥٦]، وتقرر مشروعية القتال للدفاع عن دار الإسلام ولتأمين حرية الدين ومنع الاضطهاد الديني، آيات [البقرة: ٢/ ١٩٠ - ١٩٥]، ثم تفرض سورة آل عمران على المسلمين واجب الدعوة بالقدوة الحسنة: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران:

<<  <  ج: ص:  >  >>