للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إني امرؤ لم أزل من الله أديب أعلم الأدبا

أقيم بالدار ما اطمأنت بي الدار وإن كنت نازحاً طربا

لا أجتوي خلة الصديق ولا ... أتبع نفسي شيئاً إذا ذهبا

أطلب ما يطلب الكريم من الرزق وأجمل الطلبا

وأحلب الثرة الصفي ولا ... أجهد أخلاف غيرها حلبا

إني رأيت الفتى الكريم إذا ... رغبته في ضيعةٍ رغبا

والعبد لا يطلب العلاء ولا ... يعطيك شيئاً إلا إذا رهبا

مثل الحمار الموقع السوء لا ... يحسن شيئاً إلا إذا ضربا

وام أجد عروة العلائق إلا الدين لما اختبرت والحسبا

قد يرزق الخافض المقيم وما ... شد بعنسٍ ولا قتبا

ويحرم الرزق ذو المطية والرحل ومن لا يزال مغتربا

قال: أحسنت يا نضر، أفعندك ضد هذا؟ قلت: نعم احسن منه، قال: هاته وأنشدته: الوافر

يد المعروف غنم حيث كانت ... تحملها كفور أو شكور

قال: أحسنت يا نضر، وأخذ القرطاس فكتب شيئاً لا أدري ما هو، ثم قال: كيف تقول أفعل من التراب؟ قلت: أترب. قال: الطين؟ قلت: طن، قال: فالكتاب ماذا؟ قلت: مترب مطين، قال: هذه أحسن من الأولى، قال: فكتب لي بخمسين ألف درهم، ثم أمر الخادم أن يوصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمني إلى الفضل بن سهل، فمضيت

<<  <  ج: ص:  >  >>