وحدث محمد بن يحيى الثقفي أن أبا الأبيض قال هذه الأبيات: من الطويل
ألا ليت شعري هل يقولن قائلٌ ... وقد حان منهم عند ذاك قفول:
تركنا، ولم نجنن من الطير لحمه ... أبا الأبيض العبسيّ وهو قتيل
فعرّي أفراسي، وزنّت حليلتي ... كأن لم تكن بالأمس ذات حليل
وذي أملٍ يرجو تراثي، وإنّ ما ... يصير له منه غداً لقليل
وما لي تراث غير درعٍ حصينةٍ ... وأجرد من ماء الحديد صقيل
وقيل: إن أبا الأبيض خرج مع العباس بن الوليد في الصائفة، فقال أبو الأبيض: رأيت كأني أتيت بتمر وزبد، فأكلته، ثم دخلت الجنة، فقال العباس: نعجل لك الزبد والتمر، والله لك بالجنة. فدعى له بتمر وزبد، فأكله. ثم لقي أبو الأبيض العدو، فقاتل حتى قتل.
قال الليث:
وفي سنة ثمان وثمانين غزا مسلمة، وعباس بن أمير المؤمنين طوانة.
قال الوليد بن مسلم: حدثني من أصدق أن الوليد لما عزم على غزو الطوانة فذكر القصة، قال: وقتل أبو الأبيض العبسي.
[أبو أحيحة القرشي]
شهد الفتح. وكان في جيش خالد الذي قدم معه من العراق، وقال شعراً في رافع دليل خالد إلى دمشق.