المسلمين، فقسم بينهم، فجاءوا إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالوا: ما رأينا مثلما صنع أبو مالك بهذا المغنم! فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لو كنت أنا ما صنعت إلا كما صنع. وعن شريح بن عبيد الحضرمي أن أبا مالك الحضرمي لما حضرته الوفاة قال: يا سامع الأشعريين ليبلغ الشاهد منكم الغائب، أني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: حلوة الدنيا مرة الآخرة، ومرة الدنيا حلوة الآخرة. توفي أبو مالك في زمن عمر بن الخطاب. وطعن معاذ وأبو عبيدة وشرحبيل بن حسنة، وأبو مالك في يوم واحد.
[أبو مخرمة السعدي]
من أهل دمشق كان عبد الله بن أبي زكريا، وأبو مخرمة، وغيرهم من التابعين يغزون عليهم تبابين إلى الركبتين تحت السراويلات مخافة السلب، ويكرهون لبس التبان الذي لا يستر شيئاً إلا العورة، وكان أبو مخرمة لا يغير شيبه. قال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، ومعنا مكحول: أن رجلاً مر بكرم بأرض الروم، فقال لغلامه: أعطني مخلاتي حتى آتيهم من هذا العنب. فأخذها، ثم دفع فرسه. فبينما هو في الكرم إذا هو بامرأة على مثل سرير لم ينظر إلى مثلها قط. فلما رآها صد عنها بوجهه، فقالت: لا تصد عني، فإني زوجتك، وامض أمامك فسترى ما هو أفضل مني. فمضى، فإذا هو بأخرى مثلها فقالت له مثل ذلك. وأظنه أبا مخرمة. قال عطاء بن قرة: كنا مع أبي مخرمة فما عدا أن جاءنا من ذلك العنب، فوضعه ودعا بقرطاس ودواة