فالربع؟ " قالوا: فذاك أكبر. قال: " أرجو أن أكون أنا وأمتي نصف أهل الجنة، ثم أقاسم الأنبياء النصف الباقي ".
[مسلمة بن حبيب بن مسلمة الفهري]
كان أميراً على جند دمشق مع مسلمة بن عبد الملك في غزاة القسطنطينية.
عن الوليد، قال: وأخبرني غير واحد، قالوا: لما قطع مسلمة الدرب وأفضى إلى ضواحي أرض الروم أتاه كتاب ليون بن قسطنطين، وهو عامل لصاحب قسطنطينية على الضواحي إلى مسلمة يعلمه ولاية من يلي، وأنه إن أعطاه ما يسأله قدم عليه فناصحه وقواه على فتحها؛ فقرأ مسلمة كتاب ليون على الأمراء وأهل مشورته، فاجتمع رأيهم جميعاً على إجابته إلى ما سأل، وسكت مسلمة بن حبيب بن مسلمة - وهو أمير الجند - فقال مسلمة بن عبد الملك: أيها الشيخ، مالك لا تتكلم؟ فقال: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكر الروم فقال: " أصحاب صحر ونحر ومكر " وهذه إحدى مكرهم، فلا تعطه إلا السيف. فتضاحك به أمراء الأجناد، وقالوا: كبر الشيخ. وقالوا: ما عسى أن يكون عند ليون مع هذه الجموع؟ فكتب إليه مسلمة بأمانة على ما سأل؛ فقدم في اثني عشر ألفاً من أساورته، فكاتبه على مناصحته ومظاهرته على الروم ودلالته على ما فيه سبب فتح القسطنطينية على بطرقته، وتمليكه على جماعة الروم الذين يؤدون الجزية، كبطريق جرزان وأرمينية؛ فكاتبه على ذلك وأشهد عليه، وذكر الحديث في خديعة ليون مسلمة حتى جمع غلال ما حول القسطنطينية، وإشارته عليه بالخروج إلى بعض الوجوه، ومكاتبة ليور الروم ليملكوه عليهم ويخلي بينهم وبين حمل الغلال، حتى كان ذلك سبب رحيل مسلمة عن القسطنطينية.