فانظر إلى حالي، ولا تأمن الد ... هر وإن جاد بإحسان
فإنها الدنيا التي ما صفا ... سرورها قط لإنسان
ثم كشف لي عن قيده لأراه، وتنفس، وتتابعت دموعه، فتبعته باكياً، فلما رأى قلقي احتبس دمعه واسترجع شهيقه، وأنشأ يقول: من مخلع البسيط
ما لي داء سوى الفراق ... أما كفى الدهر ما ألاقي
ما علموا حين قيدوني ... إني من الهم في وثاق
ثم قال: قد آسيت بالعبرة، وشركت في الروعة والحسرة، وعرفت من ذلم موضع رعايتك، وأنا أسألك التوصل إلى تنفيس كربي بأن تسأل المتولي للمداواة إعفائي مما يلزمني شربه بما عنده أنه دوائي، ولا يعلم أي مريض أشف وعليل شغف، فإني أقاسي من ذلك ما أتمنى معه الموت. فضمنت أن أفعل له ذلك، وقلت للكاتب: يجب أن يميز هذا الرجل فيما يتداوى به. فسأل الطب عن أرفه الأدوية، فأشار جميعهم بمواصلة دهن البنفسج على رأسه، وإصلاح أغذيته، والاستكثار من الروائح الطيبة. ورتبت ذلك، ورجعت إليه وعرفته. فدعا لي وسألني المواصلة، فنهضت. فلما كان بعد أيام عرفني الكاتب بموته، فصرت إلى قبره وزرته.
[أبو الفضل بن خيران]
من شعره: من البسيط
أمر بالقمر الغربي مطلعه ... فيعتريني إذا أبصرته زمع
وكم هممت بترك الاجتياز له ... فلم يدعني جنون العشق والطمع
أشكو إلى الله قلباً عز مطلبه ... ما إن له عن سوى الغايات مرتدع
[أبو الفضل الأصبهاني المتطبب]
له شعر حسن، فمن شعره في الشيخ أبي القاسم علي بن محمد الشميصاتي عند وفاته: من مجزوء الكامل