قال أبو إسحاق السنجاري: أتينا بولا في بعث، فقال لي شيخ من أهلها قد بلغ مئة سنة أو زاد عليها: أتريد أن أريك قبر صفوان بن المعطل؟ قلت: نعم، فإذا هو من بابها رمية بحجر. وقال: رمينا فقتلناه. قال: فبلغ عمر قتله، فدعا علينا دعوة إنا لنعرفها إلى الساعة.
[صفوان بن وهب بن ربيعة]
ابن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر أبو عمرو القرشي الفهري، المعروف بابن بيضاء وهي أمه، واسمها دعد بنت جحدم بن عمرو بن عائش له صحبة. شهد مع سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدراً، واستشهد بها. ويقال: بل عاش بعدها إلى أن مات في طاعون عمواس بناحية الأردن.
عن ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث صفوان بن بيضاء في سرية عبد الله بن جحش قِبَل الأبواء، فغنموا، وفيهم نزلت:" يَسأَلُونَكَ عَنِ الشَّهرِ الحَرَامِ قتال فِيهِ " الآية.
وسهيل بن بيضاء أخو صفوان، وهو الذي مشى إلى النفر القرشيين في الصحيفة التي كتبها مشركو قريش على بني هاشم. وفي ذلك يقول أبو طالب: الطويل
هُمُ رجعُوا سهلَ بن بيضاءَ راضياً ... فسُر أبو بكرٍ بها ومحّمدُ
وآخى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين صفوان بن بيضاء ورافع بن المعلى. وقتلا يوم بدر جميعاً. وهو من المهاجرين الأولين. قتله طُعيمة بن عدي يوم بدر.
وقيل: توفي في رمضان سنة ثمان وثلاثين. وإنه لم يقتل يوم بدر، وإنه شهد المشاهد مع سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.