للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في البرية أياماً فلم أجد لها أثراً.

فلما يئست رجعت إلى دمشق وقد ذهبت الجمال والحمارة، ولم أحصل على شيء، واضطرني الأمر إلى ما ترى يا أمير المؤمنين.

هو ذا أعمل كل يوم في التراب بدرهم.

فكالما ذكرت تلك الأموال والجمال والحمارة التي فرت مني لم أملك نفسي أن أبكي هذا البكاء الذي ترى.

فقال له الوليد بن عبد الملك: لم يقسم الله لك من تلك الأموال شيئاً، وإلي صارت فبنيت بها هذا المسجد.

[أغيبر مولى هشام بن عبد الملك]

حدث قال: سمعت ابن شهاب الزهري يقول: ثلاثةٌ ليس من أمة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الجعدي، والمناني، والقدري.

قيل: هم أصحاب ماني الزنديق.

[أفلح أبو كثير ويقال أبو عبد الرحمن]

مولى أبي أيوب الأنصاري أدرك زمان عمر، ورأى عثمان وعبد الله بن سلام.

حدث عن أبي أيوب أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزل عليه، فنزل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسفل، وأبو أيوب في العلو، فانتبه أبو أيوب ذات ليلة، فقال: تمشي فوق رأس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فتحول، فباتوا في جانب، فلما أصبح ذكر ذلك للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أسفل أرفق بي ".

فقال أبو أيوب: لا أعلو سقيفةً أنت تحتها، فتحول أبو أيوب في السفل والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في العلو.

فكان يصنع طعام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيبعث إليه، فإذا رد إليه سأل عن موضع أصابع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيتبع أثر أصابع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيأكل من حيث أثر أصابعه.

فصنع ذات يومٍ طعاماً فيه ثوم، فأرسل به إليه، فسأل عن موضع أثر أصابع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقيل: لم يأكل، فصعد إليه

<<  <  ج: ص:  >  >>