النصيبي الفقيه المعروف بالحكاك خرج من دمشق إلى مصر في صفر سنة خمس وسبعين وثلاثمائة مستصرخاً إلى الملقب بالعزيز، ومستحثاً له بإخراج عسكر إلى الشام بسبب العدو، أنه قد نزل على حلب.
[أبو الحسين بن بنان المصري الصوفي]
صفةً وطريقةً.
صحب أبا سعيد الخراز، وعمرو بن عثمان المكي، وأبا بكر محمد بن الحسن الزقاق.
قال أبو عبد الرحمن السلمي: أبو الحسين بن بنان. من أهل مصر. كان يبيع شقاق الصوف، وكان يجالس القوم ويخالطهم، فلما دخل أبو سعيد الخراز مصر ذكر له أمر أبي الحسين بن بنان، فقعد أبو سعيد على حانوته، فسأله أبو الحسين عن الضنة، فقال: ضنتك ألحن أو ضنة بك؟ فأنفق أبو الحسين جميع ماله على الفقراء، ولم يأخذ أبو سعيد من ماله شيئاً، ولم يأكل له لقمة، وقال: إن أكلت له لقمة لا يفلح أبداً.
قال: وحكي لي عن محمد بن علي الكناني قال: ما أعلم أن أحداً خرج من الدنيا وليس في قلبه من الدنيا شيء إلا أبا الحسين بن بنان.