للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[رجل أنصاري]

قال إسماعيل بن أبي حكيم: لما مات سليمان بن عبد الملك انطلقت أنا ومزاحم إلى نفقة كانت لعمر بن عبد العزيز في رحله فغيبناها، ثم أقبلت أريد المسجد، فلقيني رجل فقال: هذا صاحبك يخطب الناس. فقلت: خليفة؟ قال: خليفة. فانتهيت إليه وهو على المنبر، فكان أول ما سمعته يقول: يا أيها الناس، إني والله ما سألتها الله في سر ولا علانية قط، فمن كره منكم فأمره إليه. فقال رجل من الأنصار: يا أمير المؤمنين، ذلك والله أسرع فيما تكره، ابسط يدك فلنبايعك. فكان أول من بايعه الأنصاري هذا. ومشى عمر في جنازة سليمان، فلما فرغ من دفنه أتى بمراكب الخلفاء فلم يركب شيئاً منها، وقال: بغلتي؟ فركض إنسان إلى العسكر، وقعد عمر حتى جيء ببغلته، فركبها ورجع. وقد كان سليمان أمر أهل مملكته أن يقودوا الخيل بسبق بينهم، فمات قبل أن يجري الحلبة، فأبى عمر أن يجريها، فقيل له: يا أمير المؤمنين، تكلف الناس مؤونات كبيرة، وقادوها من بلاد بعيدة، وفي ذلك غيظ للعدو، ولم يزالوا حتى أجرى الحلبة، وأعطى السابقين ولم يخيب المسبوقين، بل أعطاهم دون ذلك، وكان الناس لقوا جهداً من القسطنطينية من الجوع فأقفل الناس، وبعث إليهم بالطعام.

[رجل من البصرة]

وفد لأهل البصرة على عمر بن عبد العزيز، فلما أتاه قال له: ما بك؟ قال: يا أمير المؤمنين، أتيتك مستجيراً. قال: لماذا؟ قال: كبير بالعذبة، قال: وأين العذبة؟ قال: على منزلتين من البصرة. قال: فقد أخفرتك، على أن أول وارد ابن سبيل قال: ثم دنت الجمعة، فقربت من المنبر فلما صعده، حمد الله وأثنى عليه ثم قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>