قيل للعجاج: إنك لا تحسن الهجاء، فقال: إن لنا أحلاماً تمنعنا من أن نظلم، وأحساباً تمنعنا من أن نظلم، وهل رأيت بانياً إلا وهو على الهدم أقدر منه على البناء؟ قال أبو علي الباهلي: قرأنا على الأصمعي شعر العجاج فمر بنا:
من أن تبدلت بآدي آدا
لم يك ينآد فأمسى انآدا
فقد أراني أصل القعادا
قال: ودخل ابن الأعرابي فأومأ إلينا: سلوه: ما قعادا؟ فسألناه فقال: الشيوخ الذين قعدوا عن الغزل كبراً، وكذلك هو من النساء. فقال ابن الأعرابي: أما القعاد من الرجال فصحيح، وأما النساء فقواعد كما قال الله عز وجل:" والقواعد من النساء " قال: فوالله ما التفت إليه الأصمعي، ثم أنشد للقطامي:
أبصارهن إلى الشبان مائلة ... وقد أراهن عني غير صداد
فما الفرق بين صداد وقعاد، فما نطق ابن الأعرابي بحرف، وقام فخرج.
قال المعافى: الأمر في هذا على ما قال الأصمعي. وقد أغفل ابن الأعرابي إنكاره منه ما أنكره.
[عبد الله بن رومان]
أدرك عهد سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد فتح بعلبك مع أبي عبيدة بن الجراح وكتب الصلح لأهلها.