يريد لكثرة ما تمصك النساء. وقوله: أورد فأقضب: هو من الإقضاب، يقال: قضبت الإبل فهي قاضبة: إذا وردت فلم تشرب، وأقضب الرجل: إذا لم تشرب إبله. ضرب ذلك مثلاً لنفسه، يريد إذا باشر لم يقدر على النكاح.
مات رؤبة في أيام المنصور سنة خمس وأربعين ومئة.
[روح بن جناح أبو سعد]
ويقال أبو سعيد أخو مروان بن جناح مولى الوليد بن عبد الملك.
حدث عن عبد الملك بن حسين النخعي بسنده عن أبي سعيد الخدري أنه قال: أصبنا سبي أوطاس وهو سبي حنين فأردنا أن نتمتع بهن، وقد كان بأيدي الناس منهم سبايا، فسألنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذلك، فسكت ثم قال: استبرئوهن بحيضة.
حدث روح بن جناح عن مجاهد قال: بينا نحن جلوس أصحاب ابن عباس: عطاء وطاوس وعكرمة إذ جاء رجل وابن عباس قائم يصلي، فقال: هل من مفت؟ فقلنا: سل، فقال: إني كلما بلت تبعه الماء الدافق، فقلنا: الذي يكون منه الولد؟ قال: نعم، فقلنا: عليك الغسل، فولى الرجل وهو يرجع، وعجل ابن عباس في صلاته، فلما سلم قال: يا عكرمة، علي بالرجل، فأتاه به، ثم أقبل علينا فقال: أرأيتم ما أفتيتم به هذا الرجل عن كتاب الله؟ قلنا: لا، قال: فعن سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قلنا: ولا، قال: فعن أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قلنا: ولا، فقال ابن عباس: فعن من؟ قلنا: عن رأينا، فقال: كذلك يقول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد. ثم أقبل على الرجل فقال: أرأيت إذا كان منك هل تجد شهوة في قلبك؟ قال: لا، قال: فهل تجد خدراً في جسدك؟ قال: لا، فقال: إنما هذا أبرده، يجزئك منه الوضوء.