لو قتلوك، ما كان عندي مثل شيء، ما دخولك في أمر لا يعنيك! ترى قوما يشدون ملكي وطاعتي، فتجيء فتوهنه أنت، إياك إياك.
ومات جعفر بن عمرو في خلافة الوليد بن عبد الملك، سنة خمس أو ست وتسعين.
[جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد]
ابن موسى بن الحسن بن الفرات أبو الفضل المعروف بابن حنزابة البغدادي الوزير سكن مصر ووزر بها لكافور الإخشيدي، وكان أبوه وزيراً للمقتدر، واجتاز أبو الفضل بدمشق وسمع بها.
حدث عن إبراهيم بن محمد بن أبي عباد بسنده عن عبيدة السلماني أن علياً ذكر أهل النهروان فقال: فيهم رجل متدردر اليد، أو مثدن اليد، أو مخدج اليد، لولا أن ينظروا لأنبأتكم بما وعد الله الذين قتلوهم على لسان محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال عبيدة: فقلت لعلي: أنت سمعته؟ قال: إي ورب الكعبة.
ومن شعر أبي الفضل جعفر بن حنزابة:
من أخمل النفس أحياها وروحها ... ولم يبت طاوياً منها على ضجر
إن الرياح إذا اشتدت عواصفها ... فليس ترمي سوى العالي من الشجر
أملى الحديث بمصر، وبسببه خرج أبو الحسن الدارقطني إلى هناك، وأقام عنده مدة يصنف له المسند، وحصل له من جهته مال كثير، ولم يزل في أيام عمره يصنع أشياء من المعروف عظيمة، وينفق نفقات كثيرة على أهل الحرمين من الأشراف وغيرهم، إلى أن تم له أن اشترى بالمدينة داراً إلى جانب المسجد، من أقرب الدور إلى القبر، ليس بينه وبين القبر إلا الحائط وطريق في المسجد، وأوصى أن يدفن فيها، وقرر عند