فقل للشامتين بنا أفيقوا ... سيلقى الشامتون كما لقينا
فقال لها: يا خبيثة! أتدرين لم أقتلك؟ قالت: لا، قال: إنما أقتلك بامرأة زيد بن علي. فذهب بها الكابلي فذبحها بخربةٍ بحمص. فيقال إن السفياني يخرج ثائراً بها.
قال أبو القاسم: هكذا أنشدنا هذين البيتين في هذا الخبر، والذي أنشده أبو بكر بن السراج عن المرد: من الوافر
فإن نغلب فغلابون قدماً ... وإن نغلب فغير مغلبينا
وما إن طبنا جبن ولكن ... منايانا ودولة آخرينا
فقل للشامتين بنا أفيقوا ... سيلقى الشامتون كما لقينا
[عتبة المدنية]
كان لها في الغناء ذكر.
لما ولي الوليد بن يزيد الخلافة أمر بأن تخرج إليه فأخرجت، فلما قدمت دعا بها وجمع ندماءه والمغنيين، فلما رأت كثرة من حضر ممن يغني قالت: يا أمير المؤمنين! قد دعوت بي فاسمع ما عندي، فإن أعجبك فاصرف هؤلاء واستمتع بما سمعته مني، وإن لم يعجبك فاصرفني وأقبل عليهم. فقال لها: هاتي فقد أنصفت في القول فقالت: من الطويل
يقولون من طول اعتلالك بالقذى ... أجدك ما تلقى لعينيك شافيا
بلى إن بالجزع الذي ينبت الغضى ... لعيني لو لاقيته لمداويا
وأقبلن من أقصى الخيام يعدنني ... بقية ما أبقين نصلاً يمانيا
يعدن مريضاً هن هيجن داءه ... ألا إنما بعض العوائد دائيا