وحتى ما أوسد من وساد ... إذا أنشو سوى التراب السحيق
فوثب على معاوية يخبطه بيده، ومعاوية ينحاز ويضحك.
[عبد الله بن الحارث بن نوفل]
ابن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي النوفلي من أهل المدينة، وسكن البصرى، واصطلح عليه أهلها حين مات يزيد بن معاوية واستخفى عبد الله بن زياد، وقدم الشام مع عمر بن الخطاب، وشهد خطبته بالجابية، ثم قدم دمشق على بعض خلفاء بني أمية. وروى عن سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً، ويقال إنه ولد في زمنه، وكان يلقب ببة.
حدث عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم هو لي وأنا أجزي به، للصائم فرحتان: فرحة حين يفطر، وفرحة حين يلقى ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ".
وعن عبد الله بن الحارث قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي وأمامه بنت أبي العاص - بنت زينب - على عاتقه، فإذا ركع وضعها، وإذا قام حملها.
وعن عبد الله بن الحارث قال: سمعت العباس قال: قلت: يا رسول الله، إن أبا طالب كان يحوطك ونفعك، فهل ينفعه؟ قال: نعم، وجدته في غمرات النار فأخرجته إلى ضحضاح.
قال عبد الله بن الحارث: شهدت عمر بن الخطاب يخطب بالجابية وثم الجاثليق رأس النصارى، فلما قال عمر: من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له قال:" برقس " ونفض جيب قميصه،