للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أربع مئة، فأين يذهب عطاؤك؟ قال: ترى هذه القرية، فإن لي فيها ثلاثين فرساً أحمل على خمسة عشر في كل عام أو قال: غزوة فإذا رجعت، أعقبتها بالأخرى، ثم نظرت إلى ما يصلحها من أعلافها وأجلتها، وأجرائها، وكلما نفق منها فرس أبدلت مكانه فرساً، ثم نظرت إلى قوتي وقوت أهلي فحبسته وتصدقت بالفضل.

[رجلان من أهل دمشق]

تنازعا، فعاثا، فاستطال أحدهما على الآخر، فعاث المستطال عليه، ثم قام فلقيه أبو الدرداء، فقال: شعرت أنك قد نصرت على صاحبك. قال: بماذا يا أبا الدرداء؟ قال: كثر ماله وولده، ومن يكثر ماله وولده تكثر شياطينه.

[رجل سأل أبا الدرداء]

وهو مريض، فقال: يا أبا الدرداء، إنك قد أصبحت على جناح فراق الدنيا، فمرني بأمر ينفعني الله به، وأذكرك به. فقال: إنك من أمة معافاة، فأقم الصلاة، وأد زكاة مالٍ إن كان لك، وصم رمضان، واجتنب الفواحش، ثم أبشر. فأعاد الرجل على أبي الدرداء، فقال له مثل ذلك. قال شعبة: أحسبه ثلاث مرات، ورد عليه ثلاث مرات.

[رجل رحل إلى أبي الدرداء]

كان فتى، زوجته أمه ابنة عمه، فعلق منها معلقاً ثم قالت له: طلقها. فقال: لا أستطيع، علقت مني معلقاً ما أستطيع طلاقها. فقالت: طعامك وشرابك علي حرام حتى تطلقها. فخرج إلى أبي الدرداء بالشام، فذكر له شأنه، فقال: ما أنا الذي آمرك أن تعق والدتك ولا آمرك أن تطلق امرأتك. فأعاد عليه فقال: سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فاحفظه، وإن شئت فضيعه. قال: فرجع وقد طلقها.

<<  <  ج: ص:  >  >>