نسيت جمالها لما رأيت من فصاحتها، فقالت: يامحمد، إن رأيت أن تخلي عني، ولا تشمت بي أحياء العرب؛ فإني بنت سراة قومي؛ كان أبي يفك العاني، ويفرج عن المكروب، ويطعم الطعام، ويفشي السلام، ولم يرد طالب حاجةٍ من حاجة قط؛ أنا ابنة حاتم طيء. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" هذه صفة المؤمن حقاً، لو كان أبوك إسلامياً لترحمنا عليه، خلو عنها، فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق، والله تعالى يحب مكارم الأخلاق ".
فقام أبو بردة بن نيار، فقال: يارسول الله: " الله يحب مكارم الأخلاق؟ " فقال: " نعم ياأبا بردة، لايدخل أحد الجنة إلا بحسن خلقه "
[عبد الكريم بن محمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار بن أحمد]
ابن محمد بن جعفر بن أحمد بن عبد الجبار بن الفضل بن الربيع بن مسلم بن عبد الله أبو سعد بن أبي بكر بن أبي المظفر التميمي المروزي السمعاني الفقيه الشافعي الحافظ الواعظ الخطيب مؤلف كتاب الأنساب قال الحافظ ابن عساكر:
ولد بمرو يوم الاثنين حادي وعشرين من شعبان سنة ست وخمسمائة، وقدم علينا دمشق. وكتب فأكثر، وحصل النسخ الكثيرة، اجتمعت به بنيسابور، وببغداد، وبدمشق، وسمع بقراءتي، وسمعت بقراءته، وكتب عني، وكتبت عنه. وكان متصوناً عفيفاً، حسن الأخلاق. ذيل تاريخ بغداد، وسمعه بها. وطوف، فاستفاد، وحدث فأفاد، وأحيا ١ذكر سلفه، وأبقى ثناء " صالحاً لخلفه. وآخر ماورد علي من أخباره كتاب كتبه بخطه، وأرسل به غلي، سماه " كتاب فرط الغرام إلى ساكني الشام " في ثمانية أجزاء، كتبه سنة ستين وخمسمائة، يدل على صحة ورده، ودومه على حسن عهده، ضمنه قطعة من