ولا تبخلي عيني بدمعك إنه ... متى تسلبي لي يرق دمعي وتجمدي
وكيف سلوي عن حبيب خياله ... أمامي وخلفي في مقامي ومقعدي
نظرت إليه فوق أعواد نعشه ... بمطروقةٍ حيرى تحور وتهتدي
فجاشت إلي النفس ثم رددتها ... إلى الصبر فعل الحازم المتجلد
ولو يفتدى ميت بشيء فديته ... بنفسي وما لي من طريفٍ ومتلد
ولكن رأيت الموت يمسي رسوله ... ويصبح للنفس اللجوج بمرصد
[إسحاق بن حماد النميري]
من أهل بيروت.
قال محمد بن شعيب: ما رأيت ولا جلست إلى مثل الأوزاعي قط، إن كان آخر مجالسه لكأولها، وذلك لم أره في أحدٍ قط؛ فقال النميري: يا أبا عبد الله وكانت فيه ثم خلة؛ قال: وما هي؟ قال: ولا فارقه جليس له إلا وهو يرى أنه كان أحظا أهل المجلس عنده؛ قال: صدقت، كذلك كان.
[إسحاق بن خلف الزاهد]
صاحب الحسن بن صالح، من أهل الكوفة.
سكن الشام وحدث.
قال: الورع في المنطق أشد منه في الذهب والفضة؛ والزهد في الرياسة أشد منه في الذهب والفضة، لأنك تبذلهما في طلب الرياسة.
وقال: لقيت عمر الصوفي بمكة، فقلت له: أراجلاً جئت أم راكباً؟ قال: فبكى، ثم قال: أما يرضى العاصي يجيء إلى مولاه إلا راكباً! وقال: ليس شيء أقطع لظهر إبليس من قول ابن آدم: ليت شعري بم يختم لي؟ قال: عندها ييأس منه ويقول: متى يعجب هذا بعلمه؟