وسأل حوائج لنفسه، فقضاها له ثم أذن لعبد الله بن صفوان، فقال: حوائجك، فقال: تخرج العطاء وتفرض للمنقطعين؛ فإنه قد حدث في قومك نائبة لا ديوان لهم، وقواعد قريش لا تغفل عنها، فإنهن قد جلسن على ذيولهن ينتظرن ما يأتيهن منك، وحلفاؤك من الأحابيش قد عرفت نصرهم ومؤازرتهم اخلطهم بنفسك وقومك، قال: أفعل، هلم حوائجك لنفسك، قال: فغضب عبد الله وقال: وأي حوائج لي إليك إلا هذا وما أشبهه؟ إنك لتعلم أني أغنى قريش، ثم قام وانصرف، فأقبل معاوية على أم حبيب بنت أبي سفيان أخته، وهي أم عبد الرحمن، فقال: كيف ترين؟ فقالت: أنت - يا أمير المؤمنين - أبصر بقومك.
وعن عبد الرحمن بن صفوان قال: قلت لعمر بن الخطاب: كيف صنع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين الكعبة؟ قال: صلى ركعتين.
[عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس]
ابن خالد الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك، الفهري من سروات قريش وكرمائهم.
قال الأصمعي: لما ولي محمد بن الضحاك بن قيس الفهري المدينة صعد المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، لن تعدموا مني ثلاث خلال: لا اجمر لكم جيشاً، وإن أمرت فيكم بخير عجلته لكم، أو بشر أخرته عنكم، ولا يكون بيني وبينكم حجاب. فمكث عندهم كذلك. فلما عزل صعد المنبر، فبكى، وبكى الناس لبكائه، وقال: والله