قوله: هلك على رجله: إي في زمانه وأيامه، يقال: هلك القوم على رجل فلانٍ أي بعهده.
وقد اختلف في سنه ومدة خلافته وتاريخ وفاته.
قال الخطيب: كانت خلافة عبد الملك بن مروان اثنتين وعشرين سنة ونصفاً - يعني من وقت بويع له بالخلافة بعد موت أبيه.
وقال: كان موت عبد الملك لانسلاخ شوال - وقال آخرون: للنصف من شوال - سنة ست وثمانين، وهو ابن سبع وخمسون سنة " - ومنهم من الق: إحدى وستين سنة " وهو أثبت عندنا - فكانت خلافته من مقتل ابن الزبير إلى أن توفي ثلاث عشرة سنة " وأربعة أشهر وثمانياً وعشرين ليلة. وصلى عليه ابن الوليد بن عبد الملك، ودفن خارجاً بين باب الجابية وباب الصغير.
[عبد الملك بن مروان بن موسى]
ابن نصير اللخمي مولاهم، أمير مصر، وفد على مروان بن محمد فولاه مصر.
قال أبو عمر الكندي: ووفد على عبد الملك بن مروان بن موسى بن نصير على مروان بن محمد، فولاه مصر، فلما تلقاه سلمة بن أبي رجاء، وزياد بن أبي حمزة، وأبو عبيدة مولى بني سهم، وكانوا خاصته وجلساءه، قال لسلمة: كيف أمك؟ وقال لابن أبي حمزة: كيف أنت يا بن كيسان؟ ولأبي عبيدة: كيف أنت يا بن فروخ؟ فعوتب في ذلك، فقال: أردت أن أرد من سنن دالتهم لئلا ينبسطوا على الناس.
وهو أول من جعل المنابر في الكور، ولم يكن قبله، إنما كان أصحاب الجبل يخطبون على العصي إلى جانب القبلة. وهو أول من سمى الزمام بمصر، وإنما كان قبل ذلك يعرف بديوان المحاسبة. وكان خطيباً من أخطب الناس. وكان حسن السيرة.