شهد غزو القسطنطينية مع مسلمة بن عبد الملك. وقيل: أمد به سليمان بن عبد الملك مسلمة.
حدث الليث بن تميم الفارسي وغيره: أن ليون لما رأى ما قد لزمه من الحصار، وأشفق من الغلبة كتب إلى صاحب برجان: أما بعد. فقد بلغك نزول العرب بنا وحصارهم إيانا، وليسوا يريدوننا خاصة دون غيرنا من جماعة من يخالف دينهم، وإنما يقاتلون الأقرب فالأقرب والأدنى فالأدنى، فما كنت صانعاً يوم نعطيهم الجزية أو يدخلوا علينا عنوة ثم يفضون إليك وإلى غيرك فاصنعه يوم يأتيك كتابي هذا. فكتب صاحب برجان إلى مسلمة: أما بعد. فقد بلغنا نزولك بمدينة الروم وبيننا وبينهم من العداوة ما قد علمتم، وكل ما وصل إليهم فهو لنا سار، فمهما احتجت إليه من مدد أو عدة أو مرفق فأعلمناه فآتيك منه ما أحببت. فكتب إليه مسلمة: أنه لا حاجة لنا بمدد ولا عدة، ولكنا نحتاج إلى الميرة والتسوّق، فابعث إلينا ما استطعت.
فكتب إليه صاحب برجان: إني ققد وجهت إليك سوقاً عظيما فيه من كل ما أحببت من باعة يضعفون عن النفوذ إليكم به ممن يمرون به من حصون الروم، فابعث من يحرزه إليك. قال: فوجه إليهم خيلاً عظيمة وولي عليهم رجلاً ونادي في العسكر: ألا من أراد البيع والشرى فليخرج مع فلان حتى تلقوا هذا السوق، فخرج بشرّ عظيم يبيع بعضهم بعضاً على غير حذر ولا خوف من عدو حتى أفضوا إلى عسكر السوق في مرج واسع قد أطافت به الجبال وكتائب برجان في شعاب تلك الجبال وغياضه. فلما نزل والي الجيش بعسكره وانتشر الناس في السوق وشغلهم البيع والشرى شدت عليهم الكتائب فقتلوا ما شاؤوا وأسروا ما شاؤوا إلا من أعجزهم. ثم والت برجان إلى بلادها، وبلغ مسلمة ومن معه فأعظمهم