وأم سلمة بن هشام: ضباعة بنت عامر بن قرط بن سلمة بن قشير بن كعب بن ربيعة. وهو قديم الإسلام بمكة، وهاجر إلى أرض الحبشة، ثم رجع سلمة بن هشام من أرض الحبشة إلى مكة، فحبسه أبو جهل، وضربه وأجاعه وأعطشه، فدعا له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال: ثم أفلت سلمة بن هشام، فلحق برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدين، وذلك بعد الخندق فقالت أم ضباعة: من الرجز
اللهم رب الكعبة المسلمة ... أظهر على كل عدو سلمة
له يدان في الأمور المبهمة ... كف بها يعطي وكف منعمة
فلم يزل معه إلى أن قبض رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فخرج مع المسلمين إلى الشام حين بعث أبو بكر الجيوش لجهاد الروم، فقتل سلمة بن هشام بمرج الصفر شهيداً في المحرم سنة أربع عشرة في أول خلافة عمر بن الخطاب. وقيل: قتل يوم أجنادين. وقد تقدم أن أجنادين كانت في سنة ثلاث عشرة.
[سلم بن زياد بن عبيد]
الذي يقال له ابن أبى سفيان أبو حرب من أهل البصر. قدم على يزيد بن معاوية فولاه خراسان.
قال هشام: لما ولى يزيد بن معاوية سلم بن زياد خراسان أتى يزيد بكأس فأقبل على الساقي فقال: من الخفيف
اسقني تروي عظامي ... ثم مل فاسق مثلها ابن زياد
موضع العدل والأمانة مني ... وعلى ثغر مغنمي وجهادي
ثم أقبل على سلم فقال: إن أباك كفى أخاه عظيماً، وقد استكفيتك صغيراً، فلا تتكلن على عذر مني، فقد اتكلت على كفاية منك، وأتعبك أبوك فلا تُربحن