عليكما عهد الله وميثاقه أن تعملا فيها كما كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فخذاها، فأعطاهما، فقبضاها، ثم مكثا ما شاء الله. ثم إنهما اختصما فيما بينهما فيها. قال: فجاءا إلى عمر، وعنده أناس من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فاختصما بين يديه، فقالا ما شاء الله أن يقولا. فقال بعض أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا أمير المؤمنين، اقض بينهما، وأرح كل واحد منهما من صاحبه، فقال: والله لا أقضي فيها أبداً إلا قضاء " قد قضيته، فإن عجزتما عنها فرداها إلي كما دفعتها إليكما. فقاما من عنده.
فلما ولي عثمان أتياه فيها، وأنا عنده، فقال: أنا أولى، وأنا أحق بها منكما جميعاً. فلما سمع ابن عباس قوله أخذ بيد أبيه، فقال: قم هاهنا، فقال: أين تقيمني؟ قال: بلى، قم أكلمك، فإن قبلت وإلا رجعت إلى مكانك. فقال معه، فقال له: دعها تكون في يد ابن أخيك، فهو خير لك من أن تكون في بعض بني أمية. فخلاها العباس، ودفعها إلى عليٍ، فلم تزل في يد ولده حتى انتهت إلى عبد الله.؟
[عبد العزيز بن عبد الملك بن نصر]
أبو الأصبغ الأموي الأندلسي روى سليمان بن أحمد بن يحيى بسنده عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن لكل بني أبٍ عصبة ينتمون إليها، إلا ولد فاطمة فأنا وليهم، وأنا عصبتهم، وهم عترتي، خلقوا من طينتي، ويل للمكذبين بفضلهم، من أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله.
قال أبو عبد الله الحافظ: عبد العزيز بن عبد الملك بن نصر الأموي، أحد المذكورين في الدنيا. من الرحالة في طلب الحديث. ولد بقرطبة، وتوفي ببخارى سنة خمسٍ وستين وثلاثمائة