عليه، فاحتزوا رأسه، فأنفذه سلم إلى نصر، فأنفذه نصر إلى هشام، فوصل إليه وهو بالرصافة، وصلبت جثته بجوزجان. فلم يزل مصلوباً حتى ظهر أبو مسلم فوارى جسده، بعد أن تولى هو الصلاة عليه. وكتب أبو مسلم بإقامة النياحة ببلخ سبعة أيام بلياليها، فناح وبكى عليه الرجال والنساء والصبيان، وأمر أهل مرو، ففعلوا مثل ذلك، وما ولد في تلك السنة مولود بخراسان من العرب ومن له حال ونبأ إلا سمي يحيى. وقال أبو مسلم لمرار بن أنس: إنه لم يبق من قتله يحيى بن زيد أحد يعرف بعينه إلا سورة بن محمد الكندي، وهو شجى في لهاتي. وكان سورة من فرسان الكرماني، فمضى إليه مرار فقتله، فقال له أبو مسلم: اليوم ساغ لي الشراب، ودعا أبو مسلم بديوان بني أمية فجعل يتصفح أسماء قتلة يحيى بن زيد ومن سار في ذلك البعث لقتاله، فمن كان حياً قتله، ومن كان ميتاً خلفه في أهله وفي عشيرته بما يسوءه.
وكان قتل يحيى بن زيد سنة خمس وعشرين ومئة، وقيل: سنة ست وعشرين، وقيل: في ولاية الوليد بن يزيد.
[يحيى بن زيد بن يحيى]
ابن علي بن محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي، أبو الحسين، الحسيني، الزيدي قاضي دمشق في أيام المستنصر.
حدث سنة سبع وأربعين وأربع مئة عن أبي محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر بسنده إلى ابن عمر أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرأ في الواقعة " فشاربون شرب الهيم " بفتح الشين من " شرب ".
توفي الشريف معتمد الدولة أبو الحسين يحيى بن زيد سنة خمس وخمسين وأربع مئة.