أبو الفتيان الشاعر أخو المذكور آنفاً، أحد شعراء الشاميين المحسنين وفحولهم المجيدين، له ديوان كبير ومدح جماعة من الفحول.
روى عن خاله القاضي أبي نصر بن الجندي، بسنده إلى علي بن طلق قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن الله لا يستحي من الحق؛ لا تأتوا النساء في أدبارهن ".
قال أبو نصر بن ماكولا: أما حيوس بياء معجمة باثنتين من تحتها: القاضي أبو المكارم وأخوه الأمير أبو الفتيان محمد شاعر مجيد لم أدرك بالشام أشعر منه.
كتب أبو الفرج غيث بن علي بخطه: ذكر لي الشريف النسيب أن مولد أبي الفتيان في سنة أربع وتسعين وثلاث مئة بدمشق، وقرأته بخطه أيضاً. قال: وذكر لي - يعني أبا تراب علي بن الحسين الربعي - عن أبي الفتيان أنه مات وقد بلغ التسعين، وأنه قال: كنت في سنة أربع مئة وحدودها غلاماً مشتداً أقاتل مع صالح، أو نحواً من هذا الكلام.
قال أبو الفتيان من قصيدة طويلة له يمدح بها أمير الجيوش الدزبري: من البسيط
إن لم أقل فيك ما يردي العدا كمداً ... فلا بلغت مدى أسعى له أبدا
وكيف أصبح في الإحسان مقتصداً ... وما وجدتك فيه قط مقتصدا
لأوردنك بالنعمى التي غمرت ... من المحامد بحراً قط ما وردا
فاسحب ذيول برود لا فناء لها ... منسوجة من مديح يسبق البردا
لا زلت زينة دنيانا ولا برحت ... أيام ملكك أعياداً لنا جددا